تاريخ اللوحة بمفهومها البسيط ظهر بفترة شبه متزامنة تمامًا مع الرسم، عندما بدأ البدو الرحل بالرسم على الجدران الصخرية باستخدام الفحم وتركوا علامات أثناء مرورهم على بعض الكهوف، ولعل أقدم اللوحات التي تم اكتشافها حتى الآن تعود لأكثر من 42 ألف عام في إسبانيا.
المرحلة الأولى
كشفت الحفريات الأثرية التي أجريت في قارات أوروبا وإفريقيا وآسيا أن البشر البدائيين في عصر ما قبل التاريخ قد كانوا أول الرسامين حيث كانت رسوماتهم البسيطة بمثابة تعبير وتدوين لحياتهم اليومية، ويعتقد علماء الآثار أن الرسم القديم وعلى الرغم من بدائيته وبساطته إلا أنه يعتبر أقدم الفنون الإنسانية المكتشفة على الإطلاق.
وبالرغم من بساطة اللوحات الصخرية إلا أن الرسامين في ذلك الوقت كانوا مهتمين في جعل رسوماتهم واقعية ونابضة بالحياة باستخدام أكثر من ثلاثة ألوان، والغرض من ذلك تدوين ملاحظاتهم أثناء الصيد حيث وجد في سقف مغارة ألتاميرا في شمال أسبانيا أدق لوحة تم رسمها قبل 16 ألف عام قبل الميلاد في العصر الحجري القديم لبقرة البيسون تحتل مساحة 100م مربع، وكشف التنقيب في المغارة رسومات لحيوانات أخرى كالحصان والثور البري وللماموث والظبي والعنز البري ووجوه بشرية وحيوانية ورسومات تعود إلى الحضارة الموسيتيرية في العصر الحجري القديم الأوسط وإلى حضارات السولوترية والمجدلانية من العصر الحجري القديم.
المرحلة الثانية
يعتقد المؤرخون أن المرحلة التي نستطيع أن نحدد أن الرسم قد تطور فيها هي في فترة 3 آلاف عام قبل الميلاد في العصر الحجري الحديث حينما تطورت الزراعة وبدأت تتشكل القرى والمجتمعات الصغيرة وهو ما ظهر في اليونان القديمة وما صاحبها من تطور فني شمل المشغولات الخزفية والأواني.
في الألفية الثانية قبل الميلاد ومع تطور المباني في العهد الملكي في جزيرة كريت تم اكتشاف بقايا علامات للوحة جدارية كانت في أحد القصور آن ذاك، وبعض اللوحات الناجية تعود لعام 1400 قبل الميلاد في نفس الجزيرة حيث كانت الرسومات الجدارية نمطاً يمزج الفن بالهندسة المعمارية ويستعرض مشاهد العبادة واللعب والاحتفال وكذلك مناظرا للطبيعة والحيوانات، وكانت المواد المستخدمة للرسم في ذلك الوقت هي خليط البيض والمواد الشمعية والجص وأصباغ معدنية ونباتية.
في هذه المرحلة ورغم أن الريادة كانت لليونان وروما ولكن الدقة والتفوق كان مصرياً بامتياز حيث إن المصريين وبالرغم من إتقانهم للجداريات إلا أنهم خاضوا تجربتهم الخاصة في الرسم على ورق البردي ومن ثم تبعتهم حضارات في الهند والصين وقد كان لهم بصمات فنية وأسلوب خاص يميزهم.
المرحلة الثالثة
هي مرحلة لعب الرسم فيها دورًا تَوْثِيقِيًّا للشخصيات والأحداث في أوروبا خلال فترة القرون الوسطى الممتدة من سقوط الإمبراطورية الرومانية في القرنين الرابع والخامس الميلادي وحتى عصر النهضة في القرن الرابع عشر للميلاد وأخذ الرسم فيها بعدًا دِينِيًّا في أوروبا البيزنطية ثم الرومانية والقوطية حيث ظهر البورتريه، أما في آسيا وتحديداً في الصين كانت اللوحات تؤدي نفس الدور ولكن بحدة أقل حيث لا زالت الصور الطبيعية تأخذ حيزاً في الأعمال الفنية آن ذاك سواء في الشرق الصيني أو الوسط والغرب عند المغول، وأما في الهند فقد ارتكزت على تصوير العبادات والآلهة والطقوس الدينية بشكل شبه حصري في إنتاجها الفني.
المرحلة الرابعة
انطلقت هذه المرحلة في القرن الرابع عشر للميلاد في ما يسمى بعصر النهضة، حيث بدأت تتشكل هوية الفنانين وأساليبهم وطرقهم الخاصة، ونستطيع في هذه المرحلة أن نميز الفوارق بين اللوحات ونتعرف على البصمات الفنية في كلٍّ منها، كما ان هذه المرحلة قد تزامنت مع التطور العلمي والمعرفي والأدبي وهذا ما نستطيع أن نتلمسه من مواضيع اللوحات وهو ما انعكس أيضا في تطور الرسم وأدواته حيث أصبحت اللوحات أكثر دقةً وثراء في ألوانها وتفاصيلها.
تحرر الرسامون من مشاهد الدين والميثولوجيا والبورتريه وبدأت فكرة الفن الحر بحلول منتصف القرن التاسع عشر وأصبحت المواضيع الفنية لا حصر لها في هذه المرحلة بالتحديد.
المرحلة الخامسة
هي مرحلة الفن الحديث المعاصر والتي انطلقت في القرن العشرين، وغير أنها مثال على التسارع في التطور الفني إلا أنها قدمت نَمَاذِج قد تبدو غير مألوفة في أحيان وغير موضوعية في أحيان أخرى، وفي هذه المرحلة بالتحديد بدأ الفنانون في إبداء وإظهار الانطباعية وكانوا يعانقون الخيال في أعمالهم.
مصادر